التعامل مع الأرجنتيني ليونيل ميسي كماكينة تسجيل أهداف
ليس فيه ظلم للنجم الموهوب فقط،
ولكنه قتل لموهبته وتضييع لكنز لا يقدر بثمن
فما أن خسر برشلونة مباراته الثانية أمام ريال مدريد
في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا
بعد خسارة أولى أمام ميلان في دوري أبطال أوروبا
حتى إنهالت الأقلام للنيل من ميسي بإعتباره لم يقدم شيئاً في المباراتين
وراح البعض للمبالغة في أن ميسي إنتهى وأنه خان فريقه
وانساق بعض من العشاق للصحافة الموالية لمدريد
ورددوا كلام نقد لبرشلونة ولميسي
كونه أحد أسباب الخسارتين بتوقفه عن الأهداف أو الإمتاع
حقيقة الأمر أن برشلونة يتعامل مع ميسي بأسوأ طريقة
والكل يستغل اللاعب الأرجنتيني الموهوب أسوأ إستغلال يمكن أن يتم مع أي لاعب
فهو أصبح مدفع رشاش غير مسموح له بالتوقف عن الرش
في كل وقت وفي كل المباريات وعداد الأهداف "شغال" لا يتوقف
حتى المباريات الودية يشارك فيها ميسي، مباريات البطولات غير الهامة
والمنافسات المحسومة مع الأرجنتين ومع برشلونة
يشارك ميسي بل ويلعب المباريات الودية كاملة، ومطلوب منه أن يسجل دائماُ..
الصراحة أمر يفوق الإحتمال..وليس ضرر الموضوع فقط
أن أفضل لاعب في العالم يتراجع مستواه في بعض المباريات
فهذا طبيعي أن يحدث لأي لاعب في العالم
ولكن ضرر هذا الإستخدام المبالغ فيه على اللاعب
أنه سيجعله أكثر مللاً أو تمللاً في وقت من الأوقات خاصة عندما يعبر حاجز الـ27 عاماً
وتبدأ عضلاته في الشعور بالتملل فيكون وقتها أكثر عرضة للإصابة
وأقل حرصاً من الوقت الحالي على أقدامه
..
والمشكلة أن إصابة ميسي لو حدثت –لا قدر الله-
ستكون أكبر وأكثر خطورة من أي لاعب
لأنه كثير المراوغة، ومستهدف دائماً من دفاعات الخصوم
وفي الوقت نفسه تكوينه الجسماني ليس متين
فهو غير ممشوق وذو عضلات كنظيره في ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو
فقط هو يتميز بذكاء التعامل مع الوقعات وتفادي التدخلات
وبالتي فبمجرد أن يتشتت إنتباهه سيسقط فريسة إصابة قد تنهي مسيرته
..
الأزمة الحقيقة التي يتعرض لها ميسي أنه أصبحت تبنى عليه الخطط
سواء في فريقه أو في الفريق المنافس،
وهو حجر الأساس الدائم، الذي يتمحور حوله اللعب ويدور في فلكه
وهو واحد من أكثر اللاعبين في برشلونة وحتى مع المنتخب الأرجنتيني
تصل إليه الكرة وتخرج من قدمه
هو الأساس الذي يُبنى عليه الفريق الذي يلعب له والمشكلة أن البناء عندما يسقط
يسقط فوق أساسه دائماً، وهذه هي المشكلة.
..
خلاصة القول أنه لا يجب القسوة على ميسي ورفاقه في الخسارة أمام ريال مدريد
فلكل جواد كبوة، والخسارة أمر طبيعي حتى لو طالت فترة الإنتصارات،
والدرس الأكبر الذي قد يخرج به برشلونة وجماهيره
من خسارتين متتاليتين وبطولتين متتاليتين
فقد أحدهما والثانية على وشك.. الدرس أنه لا صحة نهائياً
لأسطورة أن أي مدرب يدرب برشلونة..
أسطورة ماسخة تقلل من حجم المدربين وجهدهم وليس لها أي وجه من الصحة..
كما لا صحة لأسطورة أخرى أن هناك فرق لا تقهر، فكرة القدم مكسب وخسارة
ويوم في يدك ويوم في .. يد غيرك مثلها مثل كل أوجه الحياة
**
أتعجب من الفريق الكتالوني الذي يدرك تماماً منذ الخروج أمام تشيلسي
في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي،
أنه يعاني دفاعياً كما يريد رأس حربة صريح "إيتو ستايل"،
ولكنه لم يحرك ساكناً وظل بيكيه بملحقاته،
وبويول بسنه، ظلا هما دفاع البلوغرانا وأزمته،
وظل فيا هو الحل الهجومي الوحيد ولكنه حل يليق بصغار الفرق
ولكن عندما تتحدث عن فرق كبيرة ذات مدافعين لديهم خبرة ومدربين
على قدر من الذكاء يصبح فيا حلاً ضعيفاً واهياً مثل عدمه..
أزمة برشلونة أن الإنتصارات المتتالية أعمت إدارة الفريق عن إصلاح الأخطاء
أو جعلتهم يتعالون عن فكرة الإصلاح
.
الأربعاء مارس 13, 2013 4:17 pm